فصل: مخططات يهودية في العصر الحديث:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المنظمات اليهودية ودورها في إيذاء عيسى عليه السلام (نسخة منقحة)



.مخططات يهودية في العصر الحديث:

هدم القيم الدينية والأخلاقية هو الأسلوب الوحيد على طريق تدمير معنويات الإنسان وسلب إرادته وإعلاء غرائزه وشهواته ومطامعه حتى لا تكون عاملا أساسيا في مخطط الهدم التدمير.
ولقد سار هذا المخطط في محاور أربعة:
أولا: هدم الأديان- لإعلاء اليهودية التلمودية- وخاصة المسيحية والإسلام وموقفهم من المسيحية قديم قدم رسالة المسيح نفسه. فقد كان اليهود ينتظرون مسيحا يعيد لهم مملكة داود وسليمان، فلما دعاهم إلى الآخرة أنكروه وكذبوه.!!
وكذلك كان موقفهم من النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل. فقد كانوا يظنون أنه من نسل (إسرائيل)، وكانوا يستفتحون به قبل بعثته على خصومهم، فلما عرفوا أنه من نسل (إسماعيل) حرفوا صفته في التوراة، وكذبوه وتألبوا عليه كما تألبوا من قبل على عيسى- عليه السلام- وما زالت دعواهم أن دينهم هو الدين الوحيد، وهم لذلك يعملون على تحريف المسيحية وتحريف الإسلام.
لذلك فاليهود هم أداة تخريب الأديان، وهم يخشون الأديان كلها، لأنها تجعلهم في الدرجة الثانية، بعد أصحاب البلاد، سواء أكانوا مسيحيين في الغرب، أو مسلمين في الشرق، أو غيرهما، ولذلك اتهموا الدين بأنه يحرم الإنسان الكثير من الملذات باسم الزهد، وبمحاربتهم للدين أوجدوا الشيوعية وقوى الشر الإلحادية.
واليهودية إذ تعبث بالأديان وكذا بالثقافات لمصلحتها، فاليهودي يهودي قبل كل شيء، مهما تكن جنسيته، ومهما يعتنق من عقائد ومبادئ في الظاهر ليخدم بها نفسه وأمته، فهو يتجنس بالجنسية الإنجليزية أو الأمريكية أو الفرنسية مثلا، ويؤيد جنسيته طالما كان ذلك في مصلحة اليهودية، فإذا تعارضت المصلحتان لم يكن إلا يهوديا، يعضد يهوديته ويضحى بجنسيته الأخرى واليهودي يسلم أو يتنصر نفاقا ليفسد الإسلام والمسيحية، أو يوجه تعاليم هذا الدين الجديد وتقاليده وجهة تعود بالخير على اليهود، أو تبث روح المودة لهم والعطف عليهم.
ومن ناحية الثقافة هم يعبثون بالعلوم، ويسخرونها لمصلحتهم، وذلك بإفساد الآداب والنظم والثقافات والعقول وذلك في كل أنحاء العالم.
فهم يحاولون هدم التوحيد عن طريق علم مقارنة الأديان، ويقصدون بالمقارنة بين الأديان محو قداستها، وحركة الاستشراق تقوم على بعث الكتب القديمة والأفكار الميتة، فهي بالعربية تزحم مكاتبنا ومكتباتنا بأتفه الكتب التي لا تفيد علما، ولا تؤدب خلقا، ولا تهذب عقلا، فكأنما تؤسس المكاتب لتكون متاحف لحفظ هذه الموميات الخالية من الحياة، والتي لا يمكن أن تحيى عقلا أو قلبا أو ذوقا.
لا.. بل هي تغري الإنسان لتفاهة محتوياتها وكثرتها وتفككها- بالنفور منها إذا كان سليم الطبع والعقل، أو تحمله على التمسك بتفاهاتها فتورثه الغرور الغباء والكبرياء، أو تعطيه المادة التي يحارب بها دينه، وكذلك يروج اليهود كل المعارف التافهة و الشهوات والإلحاد فينا وفي غيرنا، وليلاحظ أنه من الغباء القول بأن اليهود هم القائمون بكل هذه الحركات السياسية والفكرية الاقتصادية لا.. فبعضها من عملهم وعمل صنائعهم، وبعضها من عمل غير هم إنسانيا أو طبيعيا، ولكنهم هم كالملاح الماهر ينتفع لتسيير سفينته بكل تيار وكل ريح مهما يكن اتجاهه، ويسخره لمصلحته سواء كان موافقا أو معاكسا له.
[المخططات التلمودية، صـ113- 120، بتصرف].
وإن أخطر ما حققته اليهودية متمثلة في أنظمتها العالمية من ماسونية وصهيونية، وأفكارها التلمودية والبروتوكولات الصهيونية، هو إقصاء الدين عن مجالات السياسة والاجتماع والاقتصاد، وإحلال الخبرة والمنفعة الأهلية كأساس لجميع المعاملات والتنظيمات، ومن هنا جاء قبول اليهود على أساس كفاءتهم الشخصية، وإقامة النظم السياسية على أساس الوطن، لا على أساس الدين.
ولا ريب أن استطاعة التلمودية الصهيونية تحقيق هذا الهدف لمن أكبر الأعمال التي حققها اليهود في المجتمعات المسيحية، بعد أن اضطهد المسيحيون اليهود أشد الاضطهاد على مر العصور الطويلة، ولم يعترفوا بأن لهم حقوقا مدنية، وكانوا قد أقصوهم عن جميع العلاقات الاجتماعية وفرضوا عليهم الإقامة الجبرية في (الجيتو)، كذلك فقد استطاع اليهود أن يحرروا أنفسهم من قيد آخر وهو اتهامهم بأنهم حرضوا على قتل المسيح، وقد استطاعوا أن يصلوا في هذا الأمر إلى نتائج هامة، وخاصة ما وصل إليه الاجتماع المسكوني الثالث الذي انعقد عام 1964 م، والذي أصدر وثيقة تبرئ اليهود من تهمة (قتل الرب) و شجب أي مظهر عدائي لليهود، وقد اعتبرت الأوساط اليهودية والصهيونية وثيقة عام 1964م كسبا سياسيا من الدرجة الأولى وسلاحا عمليا لمحاربة النزعات اللاسامية في الأوساط المسيحية.
بينما أنكر اليهود المحافظون المدنيون صلاحية الكنيسة الكاثوليكية في تبرئة اليهود.!!
بل لقد بلغ الأمر إلى أبعد من هذا حين صرح القاصد الرسولي (الأب مركولي) من قبل (البابا) حين قال: لقد حدثت تغيرات شتى في الوقت الأخير في العلاقات بين اليهود والحكومة الإنجليزية، وكان من شأن هذه التغيرات أن بعثت اهتمام الدول عامة بمسألة الشعب اليهودي من جديد، وبالتالي بدأ الفاتيكان يهتم بالمسألة، والبابا ينظر الآن بعين الرضا والارتياح إلى مشروعات الصهيونية في فلسطين، وهو يراها مصدر بركات للسلام العالمي.!!
ويعتقد البابا (بيوس التاسع) أنه يحق للصهيونية أن يحملوا كافة الكنائس الدينية على الاهتمام بأمانيهم، على أن أؤكد أن الكنيسة الكاثوليكية وهى أكبر كنيسة في العالم تؤيد الصهيونية وأمانيها وتقول المصادر التاريخية: إن التقارب بدأ بعقد مؤتمر عام 1947م للمسيحية واليهودية، وكان قد دعا إليه فيلسوف يهودي فرنسي هو (جول إسحق) صاحب كتاب (عيسى وإسرائيل) محاولا تبرئة اليهود من محاولة قتل المسيح، كما ألف كتابا عام 1956م عن نشوء العداء للساميين، وله كتاب (تعاليم الازدراء) حاول به إصلاح التعاليم المسيحية التي كانت تعتمد في نظره على أغلاط تاريخية، وعلى جهل التوراة والإنجيل، ومن مظاهر التنافر اضطهاد المسيحيين لليهود في مختلف حقب التاريخ، وقد حذف من أدعية الجمعية المقدسة أدعية تصف اليهود بالمكر والخداع.
وقال الأسقف الألماني (بيا): إن الوقت قد حان للكنيسة أن تصرح أن مسئولية قتل المسيح وتعذيبه ليست على عاتق الإسرائيليين وحدهم، بل على عاتق سائر الشعوب.
[والمعروف أن الإسلام يكذب ادعاء فتل المسيح، ويرى أن هذه محاولة لم تتم، فقد رفعه الله إليه، وأنه لم يقتل يقينا].
ولقد كان من محاولات التقارب الواضحة زيارة بابا روما لإسرائيل.
[المخططات التلمودية، صـ233- 235، بتصرف].
ثانيا: تزييف التاريخ للادعاء بوعد فلسطين: من أجل أن يحققوا أهدافهم كان عليهم تزييف التاريخ من جهات كثيرة، منها: الادعاء بإنكار حق آل إبراهيم من الوعد الإلهي، وقصره على بني إسرائيل، وإنكار رحلة إبراهيم وإسماعيل إلى الحجاز، وبناء الكعبة.
وتزييف دور الإبراهيمية الحنيفية في الأرض العربية الممتدة من العراق إلى مصر، وإلى إفريقيا، ونسبة هذا الدور إلى جد أعلى هو: (سام) وذلك ما أطلق عليه الجنس السامي، واللغة السامية وغير ذلك.
وكذا تزييف تاريخ السلطان عبد الحميد ووصفه بالسلطان الأحمر، والحاكم المستبد، وتأليب القوى المختلفة عليه.
[المخططات التلمودية، صـ121، بتصرف].
كما قالوا بالتفسير المادي للتاريخ على طريق النظرية الماركسية.
ثالثا: تدمير الإنسان، وذلك بعدة طرق:
عن طريق الأخلاق (فرويد)، والمال (ماركس) والأسرة (دوركايم).
وقرروا أن السياسة لا تتفق مع الأخلاق الفاضلة، وقالوا باللجوء إلى الحيلة والنفاق، وأمروا بالإغراء بالمال والجنس واللذات، ونشروا الأفكار الهدامة المنافية للأخلاق، وحرصوا على هدم الأسرة والأخلاق والدين، وإشاعة الأدب المريض القذر، لإفساد الناس وكذا روجوا لكل قلم ما دامت آثاره- عن قصد أو غير قصد- يساعد على الإفساد ورفع شأن اليهود، كما فعلوا مع (نيتشه) و (نجيب محفوظ) و (سلمان رشدي) وغيرهم.
وقد كشفت الوثائق في السنوات الأخيرة حقائق كثيرة، منها: صلة اليهودية العالمية (بفرويد) و بمنهجه في علم النفس، الذي عارض به مفهوم الفطرة الإنسانية في نظريته عن الجنس أو الغريزة الجنسية وصلة اليهودية العالمية بالفيلسوف (نيتشه) و (دارون) و تأثيرهما في تطوير نظرياتهما ومفاهيمهما، بما يحقق قيام أصول ودعائم الفلسفة المادية، كما روجوا لمذهب التطور وأولوه تأويلات ما خطرت لداروين على بال، واستخدموه في القضاء على الأديان.
وما كشف عن صلة التلمودية الصهيونية (بسارتر) و مذاهب الوجودية والهيبية.
وما كشف عن الصلة بين (ماركس) و اليهودية العالمية، وما كشف عن الصداقة بين (هرتزل) و (فرويد) وهذا (ودوركايم) عارض مفهوم الفطرة الإنسانية في نظريته عن الجماعة والدين.
و (أميل لدفيج) الذي عارض مفهومه الفطرة الإنسانية في مفهوم عن العظماء، وحين يظهر أي مبدأ أو دين أو مذهب علمي أو فلسفي يهب اليهود ليكونوا من ورائه، ويتصرفوا معه بما ينفعهم، وكل ما كان مؤديا إلى خير لهم روجوه في كل أنحاء العالم ورفعوا صاحبه بين أساتذة الثقافة العالميين ولو كان حقيرا وقد حرص اليهود على أن يكونوا وراء كل مذهب وفلسفة ونظرية وكل نشاط ضد الإنسان والإنسانية.
[المرجع السابق، صـ 127، صـ 250، بتصرف].
منظمات يهودية لها دور في انحطاط الأخلاق: قام بها ثلاثة من اليهود- على رأس الجميع- وهم (ماركس، وفرويد، ودوركايم) في علم الاجتماع، ولكنهم في النهاية يلتقون في عدة أمور. لقد أخذوا كلهم- بادئ ذي بدء- من النظرية الداروينية فكرة حيوانية الإنسان وماديته، فمدوها ووسعوا نطاقها وعمموا إيحاءاتها المسمومة في كل اتجاه.
ولسنا بصدد مناقشة هذه النظرية فهي هابطة ساقطة، أبوها الكفر، وأمها القذارة، وحسبنا أن ندرك أنها ذات إيحاء قوي بحيوانية الإنسان، واليهود الثلاثة لم يأخذوا على عاتقهم رد أوربا إلى صوابها بعد هزة التطور، وإنما أخذوا على عاتقهم أن ينفخوا في انحرافاتها بقوة وعنف.
فأما ماركس الذي كان ميدان بحثه علم الاقتصاد، فقد رسم دستورا للحياة البشرية تنحصر في نطاق المطالب الرئيسية للإنسان: المأكل والمسكن والإشباع الجنسي، أما الدين والأخلاق والتقاليد فهي السخرية العظمي في نظر ماركس.
[التطور والثبات للأستاذ محمد قطب، صـ 37- 40، بتصرف].
وفي ظل التفسير المادي للتاريخ لا يوجد الله، ولا الوحي، ولا الرسالات، فحقيقة العالم تنحصر في ماديته- كما يقول ماركس- والقيم الأخلاق إنما هي مجرد انعكاس للوضع الاقتصادي، ومن ثم ليس لها وجود أصيل في الحياة البشرية، فضلا عن كونها غير ثابتة، فهي متطورة بحسب التطور الاقتصادي الذي تمر به البشرية، ولما كانت الأطوار الاقتصادية للبشرية حتمية ومتعاقبة، فالقيم الخلفية تأخذ أوضاعا محددة ومتطورة، وهى حتمية التطور مع تطور أوضاع البشرية، وإلى هنا يتضح المقصود من النظرية، في أوضح صورها وأصرحها، (لادين) فالدين أسطورة ابتدعها أصحاب المصالح هنا في الأرض، ولا علاقة له بالسماء، ولا رصيد له من الحقيقة ولا قيم ولا أخلاق، إذ القيم ليس لها وجود ذاتي إنما هي انعكاس للأوضاع الاقتصادية، وليس لها ثبات، لأن مصدرها وهي الأوضاع الاقتصادية دائم التغيير، ثم هي حتمية التطور، فلا يمكن الإمساك بها على وضع معين مهما حاول المحاولون من المفكرين أو من دعاة الدين.!!!
أما (فرويد) فلم يأخذ من (دارون) جانب التطور وإنما أخذ عنه حيوانية الإنسان، فيزعم أن حقيقـة الإنسان الباطنية العميقة ليست هي الطاقة الشهوانية فحسب، وإنما هي على وجه التحديد (الطاقة الجنسية) الجنسية بالذات دون أي طاقة أخرى من طاقات الإنسان أو الحيوان، فالحياة عنده كلها جنس ومنبثقة من خلال الجنس.!!
والجنس يبدأ مبكرا جدا... لا في مرحلة البلوغ أو المراهقة كما يحسب الجهلاء من الناس و إنما من لحظة الميلاد، بل يولد الإنسان جنسا خالصا مركّزا في إهاب طفل حيواني صغير. كل أعمال الطفل تعبير عن طاقة الجنس، الرضاعة جنس، ومص الإبهام جنس، وتحريك العضلات جنس، حتى التبول والتبرز جنس، والالتصاق بالأم جنس.
فالطفل يعشق أمه بدافع الجنس، ثم يجد الأب حائلا بينها وبينه فيكبت هذا العشق، فتنشأ في نفسه عقدة (أوديب) و الطفلة تعشق أباها بدافع الجنس كذلك ثم تكبت هذا العشق فتنشأ في نفسها عقدة (إلتكترا) ومن هذه العقدة اللعينة ينشأ الضمير والدين الأخلاق والتقاليد، وكل (القيم العليا) في حياة البشرية.
واضح مدى تلويث فكرة الدين الأخلاق والتقاليد، وتقذيرها في نفوس الناس بغمسها في مستنقع الجنس المستقذر في أوربا المسيحية وإخراجها منه يتقاطر منها نقيع الجنس المكبوت.
حيث جاء في كتاب بورتوكولات حكماء- أو خبثاء- صهيون: يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا، إن (فرويد) منا وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس، لكي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس، ويصبح همه الأكبر هو إرواء غرائزه الجنسية، وعندئذ تنهار أخلاقه، إن هناك هدفا مزدوجا يتم في نفس الوقت، فالجنس ينظف ليستباح، لتنطلق الغرائز (المكبوتة) لينطلق الشباب كالبهائم دون أن يحسوا في ضميرهم لذعا، ولا في نفوسهم ندامة، ولكن في الوقت ذاته يقذر الدين والأخلاق والتقاليد بتصويرها نابعة في الأصل من الجنس المستقذر حينئذ في النفوس!!
أي أنه عملية إبدال دقيقة خبيثة بشعة.. فينـزل الدين والأخلاق إلى مكان الجنس المستقذر، ويرتفع الجنس إلى مكان الدين والأخلاق في النظافة والتقديس!! ولست هنا بصدد مجال المناقشة مع فرويد، وإنما هو ذكر حقائق حول التفسير الجنسي للسلوك البشري.
[الإنسان بين المادية والإسلام، للأستاذ محمد قطب، صـ19- 20، بتصرف].
وأما (دوركليم) صاحب علم الاجتماع فإنه يقرر أن الدين ليس فطريا وكذلك الزواج والأسرة والقواعد الخلقية لا وجود لها!! والأخلاق ليست قيمة ذاتية، ولا هي ثابتة على وضع معين وإنما تأخذ صورتها من المجتمع الذي توجد فيه، فإن (المجتمع) هو الأصل في كل الظواهر الاجتماعية وليس (الإنسان)!!
ولقد أخذ (دوركليم) كثيرا عن (دارون) أخذ عنه بادئ ذي بدء فكرة التطور الدائم الذي يلغي فكرة الثبات، وأخذ عنه فكرة (القهر الخارجي) الذي يقهر الفرد على غير رغبة ذاتية منه فيطوره، وأخذ عنه التفسير الحيواني للإنسان، فهو لا يفتأ يستشهد في كل حالة بما يحدث في عالم الحيوان.
[المرجع السابق، صـ 40- 49، بتصرف].
التطور والعداء للدين والأخلاق: ومن حصيلة هذا كله حدثت حركات ضخمة في المجتمع الغربي في نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين لقد التقت توجيهات اليهود الثلاثة، وغيرهم بطبيعة الحال، ولكنهم في المقدمة- حيث التقوا عند نقط رئيسة، متصلة ومتصاحبة، والقيام بهذه الحملة باسم (العلم) و (البحث العلمي) والربط بين هذا التحلل الديني والانحلال الخلقي وبين (التطور) والإيحاء بأن هذا التحلل والانحلال أمر (حتمي) لأن التطور حتمي لا قبل لأحد بوقفه عن طريقه المحتوم!!
تقول بروتوكولات حكماء- خبثاء- صهيون: لقد رتبنا نجاح (دارون) و (ماركس) و (نيتشه) بالترويج لآرائهم، وإن الأثر الهدام للأخلاق الذي تنشئه علومهم في الفكر غير اليهودي واضح لنا بكل تأكيد.
ونيتشه فيلسوف ألماني نادي في تشنج بفكرة (الإنسان الأعلى) و (موت الإله)!! وهو يعفي هذا الإنسان من التقيد بالأخلاق المسيحية لأنها أخلاق الأذلاء، ومن ثم تجد فيه (بروتوكولات حكماء صهيون) بغيتها المنشودة.!!
ولقد حدث بالفعل ذلك الأثر الهدام للأخلاق، وسرت في الجماهير لوثتان معا في ذات الوقت، لوثة التطور، ولوثة العداء للدين والأخلاق.
لقد صارت (الموضة) هي التطور وما لا يتطور بذاته ينبغي أن يطور بالقوة!
إنه لا ينبغي أن يظل شيء على الإطلاق ثابتا في كل الأرض، لا الدين، ولا فكرة (الله) ولا الأخلاق، ولا التقاليد ولا القيم، ولا الروابط الاجتماعية، لا شيء على الإطلاق! ينبغي أن نتطور، وأن نتحرر من السكون الميت والثبات المعيب: ينبغي أن نحطم قيود الأخلاق فهي قيد يعوق التطور، وقد تقيدنا بها في الماضي في المجتمع الزراعي، فينبغي أن نطرحها اليوم في المجتمع الصناعي المتطور (ماركس) أو تقيدنا بها نتيجة الجهل الخطير بحقيقة النفس الباطنية، وبأن الأخلاق (كبت) ضار بكيان الإنسان (فرويد).
أو تقيدنا بها جهلا منا بأنه لا توجد حقيقة ثابتة للقيم الخلقية، وإنما هي تتطور بتطور الإنتاج (ماركس) أو بتطور حالة المجتمع (دوركايم).
وينبغي أن نحطم الدين فهو قيد آخر يعوق التطور، وقد ورثناه من أسلافنا في عماية وجهالة وجمود وتأخر، وقد كان هذا كله يناسب المجتمع الزراعي المتأخر، ونحن اليوم في المجتمع الصناعي المتطور الذي لا يطيق هذه الخزعبلات (ماركس)، أو قد كان هذا يناسب عصر الجهالة السابق، يوم كنا نظن الدين شيئا له قداسة، منزلا من السماء، قبل أن نعرف أنه كبت جنسي ضار، مؤذ، منفر (فرويد) أو يوم ظننا- خطأ منا وجهالة- أنه فطرة إنسانية (دوركايم).
ينبغي أن ننشئ أنفسنا إنشاء في المجتمع الجديد، المتطور، المتحرك الوثاب، ينبغي أن ننطلق مع وثباته الظافرة بلا دين، بلا خلق، بلا تقاليد، فهذا هو السبيل الوحيد للتقدم الصحيح (اليهود الثلاثة).